إِلَى جَانب تخت السُّلْطَان عَن يَمِينه لَا يتَقَدَّم عَلَيْهِ أحد وَهُوَ مقَام وَالِده قسيم الدولة من قبله وَبَقِي لوَلَده من بعده
ثمَّ أُتِي السُّلْطَان الْخَبَر أَن الْعَرَب قد اجْتمعت ونهبت الْبَصْرَة فَأمر زنكي بِالْمَسِيرِ إِلَيْهَا وأقطعه إِيَّاهَا لما بلغه عَنهُ من الحماية لَهَا فِي الْعَام الْمَاضِي وَقت اخْتِلَاف العساكر والحروب فَفعل ذَلِك فَعظم عِنْد السُّلْطَان وَزَاد مَحَله وَكَانَ قد جرى بَين يرنقش الزكوي شحنة بَغْدَاد وَبَين الْخَلِيفَة السترشد بِاللَّه نفرة فتهدده السترشد فَسَار عَن بَغْدَاد إِلَى السُّلْطَان فِي رَجَب سنة تسع عشرَة شاكيا من المسترشد وحذر السُّلْطَان جَانِبه وأعلمه أَنه قد جمع العساكر عَازِمًا على مَنعه من الْعرَاق
فَسَار السُّلْطَان إِلَى بَغْدَاد وَجرى بَينه وَبَين المسترشد حروب ووقائع ثمَّ اصطلحا وعادا إِلَى مَا كَانَا عَلَيْهِ واقام السُّلْطَان بِبَغْدَاد إِلَى عَاشر ربيع الآخر وَنظر فِيمَن يصلح أَن يَلِي شحنكية بَغْدَاد وَالْعراق يَأْمَن مَعَه من الْخَلِيفَة ويضبط الْأُمُور
فولى ذَلِك زنكي مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ من الإقطاع وَسَار السُّلْطَان عَن بَغْدَاد
وَفِي سنة عشْرين وَخمْس مئة قتل آق سنقر البرسقي بالجامع الْعَتِيق بالموصل بعد الصَّلَاة يَوْم الْجُمُعَة ثار بِهِ من الباطنية مَا يزِيد على عشرَة أنفس فَقتل بِيَدِهِ مِنْهُم ثَلَاثَة وَقتل رَحمَه الله
وَكَانَ عادلا لين الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة وَكَانَ يصلى كل لَيْلَة صَلَاة كَثِيرَة وَلَا يَسْتَعِين فِي وضوئِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute