الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشاهد كلها، بعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى قريش في عام ٦ هـ/٦٢٧ م، ليبلغهم أنهم قدموا للعمرة فقط، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - نازلًا بالمسلمين في الحديبية قرب مكة. فقام عثمان بمهمته خير قيام، وقد رفض إغراء قريش عندما رغبوه بالطواف، فقال:" ما كنت أفعل حتى يطوف رسول الله ". وأشيع أنه قتل في مكة، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: لا نبرح حتى نناجز القوم.
فبايعه المسلمون على عدم الفرار، وسميت بيعة الرضوان، وكانت من أجل عثمان. وفي غزوة تبوك حين كان الناس في شدة وعسر، تبرع عثمان بـ ٩٥٠ بعيرًا، و٥٠ فرس، وجاء بـ ١٠٠٠ دينار للرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ". وتُوفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راضٍ، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وقد أثر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قوله:" لكل نبي رفيق. ورفيقي في الجنة عثمان ". وفي عهد الصديق كان يعد ثاني اثنين بعد عمر في تسيير شؤون الدولة.
وفي عهد عمر كان الرجل الثاني في الدولة، فاجتمع لين عثمان مع شدة عمر.
* * *
خلافته:-
بعد أن طُعِن عمر جعل الشورى في ستة من الصحابة -كما مر معنا-، اجتمع هؤلاء الستة بعد دفن عمر، وكل منهم يريد أن ينخلع منها، حتى اختاروا عثمان من بينهم، ولم يكن حريصًا عليها أبدًا، وكان عثمان في السبعين من عمره حين توليته.
* * *
الفتوحات في عهده:-
كان عهده رضي الله عنه مليئًا بالفتوحات تتمة لفتوحات عهد عمر، وكانت