مكة لخزاعة وهم من اليمن أيضاً، وكان بنو إسماعيل على الحياد. ودخلت عبادة الأصنام إلى مكة في أيام خزاعة، ادخلها زعيمهم عمرو بن لحي حيث جلبها من الشام فعبدها. ثم عبدها أهل مكة.
تكاثر بنو إسماعيل ومنهم كنانة (وقريش فرع من كنانة) فاستطاع سيدهم قصي بن كلاب (الجد الرابع للرسول - صلى الله عليه وسلم -) أن يطرد خزاعة من مكة ويتزعمها، فأصبحت سيادة مكة لقريش، وحكمها بعده ابنه عبد مناف، وتقاسم الزعامة من بعده أبناؤه هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل.
وكان عبد المطلب بن هاشم (جد الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -) هو سيد مكة يوم حاول أبرهة غزوها فرده الله. وعرف هذا العام بعام الفيل، وهو عام مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ٧٥٠ م/٥٢ ق. هـ.
* * *
عام الفيل ومحاولة هدم الكعبة:-
بنى أبرهة الأشرم (حاكم اليمن الحبشي) كنيسة ضخمة مزخرفة في صنعاء وأسماها (القليس) ودعا الناس للحج إليها بدلاً من الكعبة (لأسباب دينية وسياسية واقتصادية) ففشل فشلاً ذريعاً (ولم يحج إليها أحد) فغضب وقرر هدم الكعبة، فسار إليها على جيش ضخم تتقدمه الأفيال. ولم يتصدى له أحد. وعندما دخل مكة وهم بهدم الكعبة أهلكه الله وجيشه. والقصة مذكورة في سورة الفيل.
وكانت حادثة الفيل كبيرة الأهمية عند لعرب، فأخذوا يؤرخون بها، وهو العام الذي ولد فيه الرسول - عليه السلام -.