يعود أصلهم إلى مدينة تلمسان، وهي صارت عاصمة دولتهم، وأبرز حكامها يغمراسن بن زيان (٦٣٣ - ٦٨١ هـ) ويعتبر مؤسسة الدولة، وأعظم ملوكها، وقد بذل جهودًا عظيمة في تثبيت ملكهم. وخاض حروبًا كثيرة. انتصر في معظمها، وفي القرنين الأخيرين من عمر الدولة، عاشت البلاد أسوأ فتراتها من اضطرابات وثورات، وضربات الفرنجة إلى أن سقطت في أيدي العثمانيين.
بسط العثمانيون نفوذهم على أجزاء من المغرب الأوسط سنة ٩٥٠ هـ، وسيطر الأسبان على بعض السواحل، انتهت الدولة سنة ٩٦٢ هـ، ومن حكامها البارزين: موسى الثاني أبو حمو (٧٦٠ - ٧٩١ هـ) ويعتبر عهده أزهى عهود الدولة.
* * *
الدولة الحفصية بتونس ٩٢٥ - ٩٤١ هـ/١٢٢٧ - ١٥٣٤ م:-
أصلهم سلالة بربرية من قبيلة مصمودة، ينتسبون إلى أبي حفص عمر الهنتاني أحد أتباع بن تومرت (مؤسس دولة الموحدين)، فبعد ما دب الضعف في أوصال الموحدين، استولى أبو زكريا يحيى على تونس سنة ٦٢٥ هـ/١٢٢٧ م واستقل بها، وأزهى عصور الدولة هو عصر أبي زكريا وابنه محمد (المستنصر) حيث التوسع الخارجي والاستقرار الداخلي.
حكمت هذه الدولة تونس والجزائر الشرقية وطرابلس الغرب. ووصل نفوذهم إلى مكة عام ٦٥٧ هـ في أواخر عهدهم، دبت الخلافات بينهم، وزادت الثورات والفتن، فأصابهم الضعف والخور. ومنذ عام ٩٠٠ هـ بدأ النصارى يقتطعون الأجزاء من المغرب بعد أن استولوا على الأندلس في الفترة (٩٤٢ - ٩٨١ هـ) خضعت تونس لأسبانيا بعد أن ارتكبوا مذبحة رهيبة في البلاد، ثم ضمتها الدولة العثمانية عام ٩٨١ هـ.