الإسلام)، وكان قد دار في الأمصار، ثم استقر في مصر، وبدأ يشكك الناس في عقيدتهم، ويطعن في عثمان وولاته، ويدعو إلى خلافة علي، لبذر الفتنة والفرقة فبدأت فتنته في الكوفة عام ٣٤ هـ/٦٥٤ م، حيث طالبوا بتغيير الوالي، فغيره عثمان مجاراة لهم لمنع الفتنة.
قدمت الجموع الساخطة إلى المدينة لمجادلة الخليفة (وقد قدموا من الكوفة والبصرة ومصر في آن واحد) وتصدى لهم عليًّا، وشرح لهم خطأ تصرفاتهم، كما دافع الخليفة عن نفسه دفاعًا مقبولًا، فقفل الثائرون راجعين.
أدرك ابن سبأ أنه هزم. وأن الفرصة التي عمل لها سنوات أوشكت أن تضيع. فأعمل الحيلة وتدبر أمرها فزور خطابات وأختام على لسان الخليفة، وعليًّا وعائشة - رضي الله عنهم - تتضمن نداءات بخلع الخليفة، وتولية علي، وقتل المتمردين.
* * *
استشهاد الخليفة ٣٥ هـ/٦٥٦ م:-
فعاد هؤلاء المتمردون إلى المدينة، فحاصروا دار عثمان، أرسل عثمان إلى الولاة يطلب إرسال جند إلى المدينة.
اختل النظام في المدينة، طلب عثمان من الصحابة الذين معه ألا يقاتلوا، وألح عليهم في ذلك، فقد أراد أن لا يحدث شيء بسببه.
وصلت الأخبار بقرب وصول المدد، فخاف المنحرفون، ودخلوا دار عثمان، عبر السور، فقتلوه بالسيوف، ونهبوا بيت المال، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، وكان ذلك في ذو الحجة عام ٣٥ هـ/٦٥٦ م فكانت مدة خلافته اثنا عشر عامًا.