للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن ينتصر، فرفع أهل الشام المصاحف، وطلبوا تحكيم كتاب الله، وهذه حيلة دبرها عمرو بن العاص (قائد جيش معاوية) لإيقاف القتال فنجح في ذلك، وتوقف القتال، والتقى حكما الفريقين، ولم يصلا إلى اتفاق، وكتبت صحيفة التحكيم. وعادت الجيوش إلى بلادها.

* * *

* الخوارج ومعركة النهروان (٣٨ هـ/٦٥٨ م):-

الخوارج هؤلاء كانوا من ضمن جيش علي، فخرجوا عليه بعد التحكيم واعتزلوه، لأنه قبل التحكيم، والعجيب أن أكثرهم كانوا قد أرغموا عليًّا على قبول التحكيم، وطالب هؤلاء بالعودة لقتال معاوية، فرفض طلبهم فانحازوا إلى منطقة حروراء، وصمموا على القتال، ثم إن هذه الجماعة أخذت تزداد وتتجمع في منطقة النهروان، فأخذوا يقتلون المسلمين، ويعيثون فسادًا في الأرض. فخرج إليهم علي وجادلهم طويلًا، وبين لهم خطأ مذهبهم بكل طريقة، فارتدع بعضهم. أما الأكثرية فصمموا على القتال، فنشب القتال، وأبادهم علي تمامًا، ولم ينج منهم إلا عدد أقل من عشرة، ومن النتائج الخطيرة لهذه المعركة تفرق هؤلاء البقية: فاثنان إلى عمان واثنان إلى كرمان، واثنان إلى سجستان، واثنان إلى الجزيرة، وواحد إلى اليمن، وكونوا جماعاتهم هناك (١).


(١) الملل والنحل/الشهرستاني، ص ١٠٧.

<<  <   >  >>