يجب ألا نتغافل عما تتعرض له الأقليات المسلمة في أوروبا وآسيا، وبصفة خاصة في بلغاريا والفلبين والهند وتايلند وروسيا، حيث تدبر لحرب الإسلام والمسلمين كل يوم وسيلة جديدة، فحري بنا نحن المسلمين أن نولي هذا الأمر ما يستحقه من الدراسة العلمية واتخاذ كافة السبل لتوثيق الصلات بهذه الأقليات ودعمها، حتى يقوى كيانها وتقف في وجه التيارات التي تتعرض لها، وهذه أمور لا تنالها الأماني أو تدرك بالوعود المسوفة، وإنما لا بد أن نستنفذ الوسائل المادية والمعنوية، وأن نسلك في سبيلها كل الدروب الوعرة. وعلى سبيل المثال يجب أن تتخذ الدول الإسلامية بعض الإجراءات ضد الدول التي تضطهد الأقليات المسلمة، ولا سيما وأن الدول الإسلامية لها وزنها وتملك الأساليب الفعالة في هذا المجال.
ونشير هنا بفخر إلى الجهود الشكورة التي قامت بها المملكة العربية السعودية من خلال تنظيم مؤتمر عالمي (للأقليات المسلمة في أنحاء العالم) في سنة ١٤١٣ هـ/١٩٩٢ م. وهو أول مؤتمر من نوعه، وقد تدارس هذا المؤتمر مشاكل هذه الأقليات. وأفضل الوسائل لعلاجها وكيفية دعمها وتقديم المساعدات لها.