جهز الرسول جيشاً لقتال الروم في البلقاء (الأردن) بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة (وعمره ١٨ عاماً) وفي الجيش كبار الصحابة، ولم يخرج الجيش لمرض الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
مرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووفاته:-
بدأ به الوجع والحمى، فاستأذن نسائه أن يُمَرّض في بيت عائشة، فأذنّ له، وفي آخر مرة صعد فيها المنبر، كان مما قاله:" أوصيكم بالأنصار خيراً. فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم. فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ". ولما اشتد به المرض قال: مروا أبا بكر، فليصلِّ بالناس.
ثم تُوفي - صلى الله عليه وسلم - في ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام ١١ هـ/٦٣٢ م، وكان عليه السلام في الثالثة والستين من عمره.
وأصاب المسلمين حزن عظيم. ولم يصدق عمر بموت الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فخطب فيهم أبو بكر وقال:" يا أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات. ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت. ثم تلا {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}[آل عمران: ١٤٤]. فأفاق الناس، وأفاق عمر حتى إن عمر قال: " والله ظننت أنه ليس في القرآن هذه الآية حتى ذكرنيها أبو بكر "