للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان عليٌّ أجل هذا الأمر لعدم استقرار الأوضاع، بذا خرجت الشام عن الطاعة واستقل بها معاوية، فقرر الخليفة قتاله. فخرج إليه علي على جيش من أهل الكوفة وكان علي نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة في هذه الأثناء خرجت عائشة ومعها الزبير وطلحة وجماعة من مكة إلى البصرة ليستقروا بها، فوصلوا إلى هناك وسيطروا عليها، وتمكنوا من قتل قتلة عثمان، وكتبوا إلى بقية الأمصار أن يفعلوا كذلك.

فغير علي خط سيره من الشام إلى البصرة، وأرسل لعائشة ومن معها يبين لهم سوء عاقبة فعلهم، وتسرعهم، فاقتنعوا بكلامه، وساروا إلى معسكرة لإجراء المصالحة.

كاد الفريقان أن يصطلحا، فخاف ابن سبأ وجماعته المنحرفة، ورأوا ضرورة نشوب القتال، ونجحوا في إشعال الحرب بين الفريقين لأسباب تافهة.

التحم الفريقان، ولم يستطع عليٌّ إيقاف القتال، وقد اشتدت المعركة أمام الجمل الذي يحمل هودج عائشة (فسميت معركة الجمل).

هزم جيش البصرة، وأكرم علي عائشة وأعادها إلى مكة، وكانت هذه أول معركة بين طرفين مسلمين، وقد قتل الكثير من المسلمين (يقدره بعض المؤرخين بعشرة آلاف). تمت البيعة لعلي في البصرة، فواصل بعدها مسيره إلى الشام.

* * *

معركة صفين (شرق الشام) ٣٧ هـ/٦٥٧ م:-

حدثت بين علي ومعاوية، فقد سارت الرسل بين على ومعاوية بدون نتيجة، حتى عسكر الفريقان في صفين، ونشب القتال، وقتل الكثير من الطرفين، وكاد علي

<<  <   >  >>