لما آلت السلطة إلى عبد الله بن إسحاق كان هذا طفلًا، فكفلته أخته وعبد لأبيهما اسمه الحسين بن سلامة النوبي. فاستبد هذا بالأمر وقبض على الأمور كلها، فقضى على كل التمردات والاضطرابات في الدولة، وأخضع أكثر اليمن وأجزاء من الحجاز. وله إصلاحات كثيرة مذكورة وبعد موته، انهارت دولة بني زيادة. وتنازع بعض عبيده على السلطة، فاستقرت أخيرًا لبني نجاح (وهم طبقة من العبيد).
نجح الحسن بن زيد (علوي من نسل الحسن بن علي) في تكوين هذة الدولة، حيث اقتطع من ملك بني العباس وآل طاهر طرفًا عظيمًا تحميه الجبال، بطبرستان والديلم (جنوب بحر قزوين)، ثم حكم أخوه محمد بن زيد. وتوالت الأسرة على الحكم، إلى أن استولى (مراداويج بن زيار) على السلطة، وكان من القادة العسكريين للزيديين (٣١٦ - ٣٢٣ هـ/٩٢٨ - ٩٣٤ م).
وتعاقبت ذريته على الحكم حتى سنة ٤٧١ هـ/١٠٧٨ م، ثم جاءت الإسماعيلية.
الدولة الطولونية هي أول دولة إسلامية تستقل بمصر. عين الخليفة العباسي في عام ٢٥٤ هـ/٨٦٨ م أميرًا تركيًا على مصر هو (بايكباك) وهو بدوره أناب عنه أحمد بن طولون (الذي كان أبوه مملوك تركي من تركستان وكان رئيس حرس الخليفة المأمون).
استقل أحمد بمصر وكون جيشًا عظيمًا فاستولى على بلاد الشام، ثم زحف شمالًا إلى الروم. وانتصر في طرسوس، وتولى حماية الثغور من الروم. واستمر