للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما وراء النهر، ثم اشتروهم وهم غلمان صغار، وقاموا بعزلهم عن الناس في أبراج خاصة، وتربيتهم تربية دينية وعسكرية مناسبة، ثم كونوا بهم جيوشًا، وقد وصل عدد كبير منهم إلى مراتب رفيعة جدًا، وكانوا يتميزون بالشجاعة والإقدام، ولا يعرفون لهم ولاء إلا ولاء الإسلام الذي ينتمون إليه.

هل هم حقًا مماليك وعبيد؟

نحب أن نقرر أن هؤلاء ليسوا مماليك أو عبيد، وإنهم أحرار تمامًا وأن بيعهم باطل، لقد كانوا جميعًا صفقات غير مشروعة، كان الأب يبيع ابنه ليدفعه إلى المجد في القصور، وكان الأقوياء والنخاسون يخطفون الأطفال ويبيعونهم، والإسلام يرفض هاتين الوسيلتين، ولا يجيء الرق في الإسلام إلا عن طريق الحرب الدينية التي يقصد بها الجهاد في سبيل الله. لذا فهؤلاء من وجهة نظر الشرع الإسلامي أحرار وليسوا مماليك (١).

وينقسم عصر المماليك إلى فترتين (باتفاق معظم المؤرخين):-

١ - المماليك البحرية: (٦٤٨ - ٧٩٢ هـ/١٢٥٠ - ١٣٨٩ م).

٢ - المماليك البرجية: (٧٩٢ - ٩٢٣ هـ/١٣٨٩ - ١٥١٧ م).

فدامت دولتهم ما يقارب ٢٧٥ عامًا.


(١) التاريخ الإسلامي/أحمد شلبي جـ ٥/ص ٢١٥.

<<  <   >  >>