الزمان. فلما رأوه في الموسم عرفوا أنه المقصود. فلقيه ستة من الخزرج وأسلموا على يده - صلى الله عليه وسلم -، ثم رجعوا إلى المدينة ودعوا إلى الإسلام. وفي العام المقبل، قدم منهم ١٢ رجلاً وامرأة واحدة، فبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - معهم مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن والإسلام، فأسلم على يديه أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ سيدا الأوس. وبعد فترة لم تبق داراً في المدينة إلا وفيها مسلمون، وقرروا دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ونصرته في الموسم المقبل.
* * *
بيعة العقبة الثانية وهجرة المسلمين إلى المدينة:-
قدموا إليه، فقال لهم:" أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ولكم الجنة "، فبايعوه جميعاً ودعوه - صلى الله عليه وسلم - للهجرة إلى المدينة وكانوا ٧٣ رجل وامرأتين، ثم عادوا إلى المدينة.
أذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا جميعاً فلم يبق إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر وعلي. وهو ينتظر إذن الله.
* * *
عوامل ساعدت على دخول الإسلام إلى يثرب:-
وقبل الحديث عن هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نقف وقفة صغيرة. لننظر للظروف التي ساعدت على دخول الإسلام إلى يثرب. ويبدو أن أهمها:-
- عرب يثرب كانوا أقرب العرب إلى الأديان السماوية لكثرة ما سمعوا من مجاوريهم اليهود.
- كان يهود المدينة يهددون العرب بقرب ظهور نبي وأنهم سيتَّبعونه ويبيدونهم، لذا كان العرب الأسرع إلى إتباع هذا النبي - صلى الله عليه وسلم -.
- كان عرب المدينة (الأوس والخزرج) على عداء فكانت كل فئة تسارع إلى الإسلام لتقوى به على الأخرى.