دخول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى يثرب (سنة ١٣ من البعثة، ١ هـ، ٦٢٢ م):-
كان الأنصار وهم الأوس والخزرج يترقبون وصول الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشوق. ولما وصل خرجوا إليه فرحبوا به فما فرحوا بشيء كفرحهم به. نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقباء خمسة أيام. فأسس مسجد قباء وهو أول مسجد أسس بعد النبوة. ثم ركب نحو يثرب، وواصل، والقبائل تأخذ بخطام راحلته، وهو يقول:" خلوا سبيلها فإنها مأمورة " حتى بركت في موضع بني النجار، فنزل عند أبي أيوب، وأقام عنده.
* * *
التسمية الجديدة ليثرب والتأريخ بالهجرة:-
أصبحت يثرب منذ ذلك اليوم تعرف بالمدينة، وأصبح العام الذي هاجر فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدءاً للتاريخ الإسلامي، أو التاريخ الهجري. وتؤكد أكثر الروايات أن عمر بن الخطاب هو أول من أرخ بالهجرة بشكل رسمي ثابت. وكان ذلك في زمن خلافته.
* * *
وضع أسس المجتمع الإسلامي:-
لم يقم المسلمون مجتمعاً إسلامياً في مكة. لكونهم قلة مغلوبة، وبدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بوضع هذه الأسس العظيمة لخير مجتمع يترقبه التاريخ.
وأهم أسس هذا المجتمع الجديد:-
١ - بناء المسجد النبوي:-
بركت الناقة عند موضع المسجد، فأمرهم ببنائه، وبنى معهم، وكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وجعل عُمده الجذوع، وسقفه الجريد، وبنى حُجَر أزواجه - صلى الله عليه وسلم - إلى جانبي المسجد، فلما انتهي بنى بعائشة - رضي الله عنها - في شوال، وعرفت