انسحب المسلمون بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - نحو الجبل انسحاباً منظماً. ثم تحصنوا بهضبة عالية فعجز عنهم المشركون، فقال أبو سفيان: إن موعدكم بدر للعام المقبل. فقالوا له بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -: هو بيننا وبينكم موعد. فكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر الله المؤمنين، وفضح المنافقين، وأكرم من أراد بالشهادة.
ونزل تصوير هذه المعركة في سورة آل عمران. قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: ١٣٩، ١٤٠].
وقفة عند غزوة أحد:-
إن هزيمة المسلمين المشرفة في هذه المعركة أبرزت أنبل الصفات عندهم من ثبات وتضحية وصمود وعزيمة وإيمان وبطولة.
ووقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - كالطود الأشم لا يتزعزع، وعندما تجمعت قوى الشر كلها ضده وقف سبعة من الأنصار يذودون عنه، وصارعوا صراعاً مريراً حتى قتلوا جميعاً. وبرزت الكثير من الأدوار البطولية العظيمة. فكانت هزيمة مشرفة فُتِّت عضد العدو، حتى أنه لم يجرؤ بعدها على الهجوم.