أحس المسلمون أن هناك عدواً عنيداً في الشمال، وأن الإسلام لا أمن له إلا بالقضاء على هذا العدو. وكانت هذه أول حلقة في النضال للفتوحات الإسلامية خارج جزيرة العرب.
أرسل جيشاً قوامة ٣٠٠٠ مقاتل يقودهم زيد بن حارثة، فإن قتل فالأمير جعفر بن أبي طالب، وإن أصيب فعبد الله بن رواحة. فنزلوا في معان (شمال الجزيرة العربية على حدود الشام). وقدم الروم في مائة ألف مقاتل وحلفائهم قضاعة في مائة ألف، فتشاور المسلمون ورأى الأغلبية القتال وعدم الانسحاب، استمر القتال سبعة أيام، وقتل القواد الثلاثة واستشهد عدد كبير من المسلمين، فتولى القيادة خالد بن الوليد، فانسحب بالجيش انسحاباً منظماً. وقد أثنى عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودعا لهم.
* * *
* معركة ذات السلاسل (١):-
انزعج الروم من قوة المسلمين، فأرادوا القضاء عليهم في عقر دارهم، وكلفوا حليفتهم قضاعة بذلك، فأرسل لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ٣٠٠ مقاتل بقيادة عمرو بن العاص، وبينهم من كبار الصحابة، ثم أمدهم بـ ٢٠٠ بأمرة أبي عبيدد بن الجراح. التحم الفريقان ففرت قضاعة، رغم جموعهم الهائلة، ومساعدات الروم لهم.