للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختار هذا المذهب:

الأُبِّيّ (١)، والشوكاني، وابن باز، رحمهم الله. (٢)

واستدلوا له:

١ - بأنَّ لله تعالى أن يتصرف في خلقه كما يشاء، ولا يُسأل عما يفعل سبحانه. (٣)

٢ - أَنَّ الله تعالى أخبر بأنه قد يُعذب في الدنيا من لا ذنب له، بسبب ذنب غيره، كما في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال: ٢٥]، يريد أنها تعم فتُصيب الظالم وغيره، وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١)) [الروم: ٤١]، وقالت زينب بنت جحش رضي الله عنها: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ" (٤)، وقد أغرق الله تعالى أمة نوح عليه السلام كلها، وفيهم الأطفال والبهائم، وذلك بذنوب البالغين، وأهلك قوم عاد بالريح العقيم، وثمود بالصاعقة، وقوم لوط بالحجارة، ومسخ أصحاب السبت قردة وخنازير، وعذب بعذابهم الأطفال، وإذ الأمر كذلك فإن حال البرزخ تُلْحَقُ بحال الدنيا، فيجوز التعذيب فيها بسبب ذنب الغير، كما


= مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي جَنَازَةٍ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانٍ يَصِيحُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَأَسْكَتَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِمَ أَسْكَتَّهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَتَأَذَّى بِهِ الْمَيِّتُ حَتَّى يُدْخَلَ قَبْرَهُ".
وفي إسناده: "أبو شعبة الطحان" قال الدارقطني: متروك. و"أبو الربيع" قال الدارقطني: مجهول. انظر: المغني في الضعفاء، للذهبي (٢/ ٧٨٤، ٧٩٠)، ولسان الميزان، لابن حجر (٧/ ٤٧، ٦٣)، وتعجيل المنفعة، لابن حجر (١/ ٤٨٤، ٤٩٣).
والأثر أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٥) وقال: "رواه أحمد، وأبو الربيع قال فيه الدارقطني: مجهول". وأورده في (٣/ ١٦) وقال: "رواه أحمد، وفيه أبو شعبة الطحان، وهو متروك".
(١) هو: محمد بن خليفة بن عمر الأُبِّيّ، الوشتاني المالكي: عالم بالحديث، من أهل تونس. نسبته إلى (أبة) من قراها. ولي قضاء الجزيرة، سنة ٨٠٨ هـ. له (إكمال إكمال المعلم، بفوائد كتاب مسلم) سبعة أجزاء، في شرح صحيح مسلم، جمع فيه بين شرح المازري، والقاضي عياض، والقرطبي، والنووي، مع زيادات من كلام شيخه ابن عرفة، مات بتونس، سنة ٨٢٧ هـ. انظر: الأعلام، للزركلي (٦/ ١١٥).
(٢) انظر: إكمال إكمال المعلم، للأبي (٣/ ٣٢٥)، ونيل الأوطار، للشوكاني (٤/ ١٢٧ - ١٢٨)، ومجموع فتاوى ومقالات متنوعة، لابن باز (١٣/ ٤١٧).
(٣) انظر: المغني، لابن قدامة (٢/ ٢١٤).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب أحاديث الأنبياء، حديث (٣٣٤٦)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الفتن، حديث (٢٨٨٠).

<<  <   >  >>