لكن بعض الناس استشكل وقال: كيف يراها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليلة عرج به وهي في الأرض؟ وأنا أعجب لهذا الاستشكال، إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة وندركها، فكيف لا يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - النار وهو في السماء؟ فالحاصل أنها في الأرض، وقد روي في هذا أحاديث لكنها ضعيفة، وروي آثار عن السلف، كابن عباس، وابن مسعود، وهو ظاهر القرآن (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠)) والذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شك أنهم في النار ". انتهى من مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (٢/ ٦٠ - ٦١). وقد ذكر الشيخ محمد السفاريني خلاف أهل العلم في مكان وجود النار وأدلة الفريقين، فانظرها في كتابه "لوامع الأنوار البهية" (٢/ ٢٣٧). وانظر: يقظة أولي الاعتبار، للقنوجي (١/ ٤٥ - ٤٨). (١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٧)، من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة، أو غيره، شك أبو جعفر الرازي. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢٣٠٩)، قال: حدثنا محمد بن =