قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١١٧): "فيه أبو الدرداء، وعبد الغفار بن المنيب، عن إسحاق بن عبدالله، عن أبيه، عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم". اهـ وأخرج الحاكم في المستدرك (٢/ ٣٦٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٩٣)، كلاهما من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلاً، ثم بكى فبكينا لبكائه، فقال: إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي، واستأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي؛ فأنزل علي: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) ". قال الذهبي في التلخيص: "أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين". وضعف الحديث الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (١١/ ٢٢١ - ٢٢٢)، وقال: "وفي الحديث نكارة ظاهرة، وهي نزول الآيتين في زيارته - صلى الله عليه وسلم - لقبر أمه، والمحفوظ أنهما نزلتا في موت عمه أبي طالب مشركاً". اهـ وأخرج الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٥٥)، من حديث ابن بريدة، عن أبيه نحوه، وفيه: "نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب". ولم يذكر نزول الآية. ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٦/ ٤٨٩) من هذا الوجه، وفيه: "لما قدم مكة أتى رسم قبر". ورواه أيضاً من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية: "لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس، رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها؛ فنزلت الآية". (١) سبق تخريجه في أول المسألة.