للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبيه. فذكره. (١)

قال الحويني: ولا شك في تقديم رواية زيد بن أخزم لأمرين:

الأول: أنه أثبت من محمد بن إسماعيل بن البختري.

الثاني: أنه توبع عليه، كما في رواية البزار، والذي تابعه هو محمد بن عثمان بن مخلد، وقد سُئل عنه أبو حاتم فقال: "شيخ" (٢)، وقال ابنُ أبي حاتم: "صدوق" (٣)، ووثقه ابنُ حبان (٤)، وقد ذكر البزار أَنَّ يزيد بن هارون تفرّد به، وليس كما قال، فقد تابعه محمد بن أبي نعيم الواسطي، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه. أخرجه الطبراني في الكبير قال: حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، نا محمد بن أبي نعيم. وهذه متابعةٌ جيدة، وابن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وابن حبان، وكذا صدَّقه أحمد بن سنان القطان. وكذبه ابنُ معينٍ وأبعد في ذلك. وقد أعلَّ أبو حاتم هذا الحديث بقوله: "كذا رواه يزيد وابن أبي نعيم، ولا أعلمُ أحدًا يجاوز به الزهري غيرهما، إنما يروونه عن الزهري، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... ، والمرسل أشبه". ذكره ولده في (العلل) (٥).

قال الحويني: وقولُ أبي حاتم متعقَّبٌ أيضًا بأنه قد رواه اثنان آخران متصلاً وهما: الوليد بن عطاء بن الأغر، عن إبراهيم بن سعد، به. ذكره الدارقطنيُّ في (العلل) (٦). والوليد صدوق.

والثاني: الفضل بن دكين، عن إبراهيم بن سعد. أخرجه البيهقيُّ في (الدلائل) (٧)، وسنده صحيحٌ. وقد رجح الضياء المقدسي الرواية المتصلة (٨)، على حين رجح أبو حاتم الرواية المرسلة، وقول أبي حاتم هو الصواب، وهذه الرواية المرسلة أخرجها عبدالرزاق في (المصنف) (٩)، عن معمر بن


(١) تقدم في أول المسألة ذكر جميع طرق هذا الحديث.
(٢) الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم (٨/ ٢٥).
(٣) المصدر السابق.
(٤) الثقات، لابن حبان (٩/ ١٢٠).
(٥) العلل، لابن أبي حاتم (٢/ ٢٥٦).
(٦) العلل، للدارقطني (٤/ ٣٣٤).
(٧) دلائل النبوة، للبيهقي (١/ ١٩١).
(٨) الأحاديث المختارة، للمقدسي (٣/ ٢٠٢).
(٩) المصنف، لعبد الرزاق (١٠/ ٤٥٤).

<<  <   >  >>