للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليكم أهل القبور من المسلمين والمؤمنين، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وإنا إنْ شاء الله بكم لاحقون. قال أبو رزين: يا رسول الله، يسمعون؟ قال: يسمعون، ولكن لا يستطيعون أنْ يجيبوا. قال: يا رزين، ألا ترضى أنْ يرد عليك بعددهم من الملائكة". (١)

قالوا: فهذه الأحاديث يعضد بعضها بعضاً، وهي تدل صراحة على أنَّ الميت يشعر بزيارة الحي، ويسمع كلامه، ويرد عليه السلام. (٢)

واعتُرِضَ: بأنَّ هذه الأحاديث كلها ضعيفة، ولا يصح منها شيء. (٣)

الدليل السابع: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي، حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ". (٤)

واعتُرِضَ: بأنَّ الحديث ليس صريحاً في سماعه - صلى الله عليه وسلم - سلام من سلم عليه عند قبره. (٥)


(١) أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ١٩)، من طريق: محمد بن الأشعث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
وأعله العقيلي بمحمد بن الأشعث، حيث قال: "محمد بن الأشعث: مجهول في النسب والرواية، وحديثه غير محفوظ"، ثم ساق الحديث وقال: "ولا يُعرف إلا بهذا اللفظ، وأما السلام عليكم يا أهل القبور، إلى قوله: وإنا إنْ شاء الله بكم لاحقون. فيُروى بغير هذا الإسناد، من طريق صالح، وسائر الحديث غير محفوظ". اهـ
وأقرّه الحافظ ابن رجب، في "أهوال القبور"، ص (١٤١)، والذهبي في الميزان (٦/ ٧٤)، وابن حجر في اللسان (٥/ ٨٤). وحكم على الحديث بالنكارة: الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (١١/ ٣٧٢).
(٢) انظر: الروح، لابن القيم، ص (٥٤ - ٧٧)، وأهوال القبور، لابن رجب، ص (١٤٢)، وروح المعاني، للآلوسي (٢١/ ٧٦).
(٣) انظر: روح المعاني، للآلوسي (٢١/ ٧٨)، ومقدمة الألباني على كتاب "الآيات البينات في عدم سماع الأموات"، ص (٣٨).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢/ ٥٢٧)، وأبو داود في سننه، في كتاب المناسك، حديث (٢٠٤١)، وصححه النووي في "رياض الصالحين" (١/ ٣١٦)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ٥٦٣): "رواته ثقات"، وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (١/ ٥٧٠).
(٥) قاله الألباني في تعليقه على كتاب "الآيات البينات في عدم سماع الأموات"، ص (٨٠).

<<  <   >  >>