للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما لم ينوِ، كانتفاعه بالصدقة عنه بعد موته، والحج، وغير ذلك". اهـ (١)

الجواب السابع: أَنَّ المراد بالآية أَنَّ الكافر ليس له من الخير إلاّ ما عمله، فيثاب عليه في دار الدنيا، حتى لا يبقى له في الآخرة خير.

ذكره الثعلبي. (٢)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا لا يدل عليه قوله: (لِلْإِنْسَانِ)، فليس في هذا اللفظ تخصيص الكافر، ولا تخصيص الجزاء بالدنيا". (٣)

الجواب الثامن: أَنَّ اللام في الآية بمعنى "على والتقدير: ليس على الإنسان إلا ما سعى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا القول من أرذل الأقوال؛ فإنه قلبٌ لمعنى الآية". اهـ (٤)

الجواب التاسع: أَنَّه ليس له إلا سعيه، غير أَنَّ الأسباب مختلفة، فتارة يكون سعيه في تحصيل قرابة، وولد يترحم عليه، وصديق يدعو له، وتارة يسعى في خدمة أهل الدين والعبادة، فيكسب محبة أهل الدين؛ فيكون ذلك سبباً حصل بسعيه.

حكاه والذي قبله أبو الحسن ابن الزاغوني (٥). (٦)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا القول أمثل من غيره، وقد استحسنه ورجحه جدِّي أبو البركات، وهو أيضاً ضعيف؛ فإنه قد ينتفع بعمل غيره من لم يُحَصِّلْ سبباً، كأولاد المؤمنين". اهـ (٧)

الجواب العاشر: أَنَّه ليس للإنسان إلا ما سعى من طريق العدل، وأما من باب الفضل فجائز أنْ يزيده الله عز وجل ما يشاء.


(١) تفسير آيات أشكلت، لابن تيمية (١/ ٤٦٤ - ٤٦٥).
(٢) الكشف والبيان، للثعلبي (٩/ ١٥٣).
(٣) تفسير آيات أشكلت، لابن تيمية (١/ ٤٦٦).
(٤) تفسير آيات أشكلت، لابن تيمية (١/ ٤٦٦)، وانظر: الروح، لابن القيم، ص (٣١٥).
(٥) هو: علي بن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله بن سهل بن الزاغوني، البغدادي، صاحب التصانيف، والزاغوني: نسبة إلى قرية من أعمال بغداد، قال الذهبي: "كان من بحور العلم، ورأيت له بخطه مقالة في الحرف والصوت، عليه فيها مآخذ، والله يغفر له، فياليته سكت". من مؤلفاته: "الإيضاح في أصول الدين"، وله مسائل في القرآن. توفي سنة (٥٢٧ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٩/ ٦٠٥).
(٦) انظر: زاد المسير، لابن الجوزي (٧/ ٢٨٥)، وتفسير آيات أشكلت، لابن تيمية (١/ ٤٦٦ - ٤٦٧).
(٧) تفسير آيات أشكلت، لابن تيمية (١/ ٤٦٧).

<<  <   >  >>