للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر هذا التأويل: الفخر الرازي في تفسيره. (١)

ويرده: أنَّ الآية وردت بصيغة الخبر، وحملها على معنى الاستفهام يفتقر إلى دليل، وليس ثمة دليل.

القول الرابع: أنَّ الخطاب لقريشٍ الذين كانوا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم آل قصي، والمراد من قوله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحدة) قصي، وجعل من جنسها زوجها، عربية قرشية ليسكن إليها، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح السوي جعلا له شركاء فيما آتاهما، حيث سميا أولادهما الأربعة بعبد مناف، وعبد العزى، وعبد قصي، وعبد اللات، وجعل الضمير في (يُشْرِكُونَ) لهما ولأعقابهما الذين اقتدوا بهما في الشرك.

ذكر هذا التأويل: الزمخشري واستحسنه (٢)، واختاره البيضاوي (٣)، وأشار إليه الفخر الرازي في تفسيره. (٤)

الإيرادات والاعتراضات على هذا القول:

قال ابن جزي: «وهذا القول بعيد لوجهين: أحدهما: أنَّ الخطاب على هذا خاص بذرية قصي من قريش، والظاهر أنَّ الخطاب عام لبني آدم. والآخر: أنَّ قوله: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)، فإن هذا يصح في حواء؛ لأنها خُلِقتْ من ضلع آدم، ولا يصح في زوجة قصي». اهـ (٥)

القول الخامس: أنَّ الضمير في قوله: (جَعَلاَ) راجع إلى الولد الصالح، والمعنى جعل ذلك الولد الصالح - الذي رزقهما الله إياه - جعل لله شركاء، وإنما قال: (جَعَلاَ)؛ لأن حواء كانت تلد في كل بطنٍ ذكراً وأنثى.

ذكر هذا التأويل: الجصاص (٦)، وابن الجوزي (٧).

أدلة هذا المذهب:

استدل القائلون بأن الآيات معني بها غير آدم وحواء - عليهما السلام - بأدلة منها:


(١) مفاتيح الغيب (١٥/ ٧١).
(٢) الكشاف (٢/ ١٨٠ - ١٨١).
(٣) تفسير البيضاوي (٣/ ٨٣).
(٤) مفاتيح الغيب (١٥/ ٧١).
(٥) التسهيل لعلوم التنزيل (١/ ٣١٦).
(٦) أحكام القرآن، للجصاص (٣/ ٤٩).
(٧) زاد المسير (٣/ ٢٣١).

<<  <   >  >>