للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيراً.

وليكن سلامه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه بأدب، وخفض صوت، فإن رفع الصوت في المساجد منهيٌّ عنه، لاسيما في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعند قبره (١).

س ١٤٠: كيف نجيب عبَّاد القبور الذين يحتجون بدفن النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوي؟

قال ابن عثيمين: الجواب عن ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر بل بني في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الوجه الثاني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدفن في المسجد حتى يقال إن هذا من دفن الصالحين في المسجد؛ بل دفن -صلى الله عليه وسلم- في بيته.

الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم، وذلك في عام (أربعة وتسعين) هجرية تقريباً، فليس مما أجازه الصحابة؛ بل إن بعضهم خالف في ذلك وممن خالف أيضاً سعيد بن المسيب.

الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخاله، لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد فليس المسجد مبنيًّا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظاً ومحوطاً بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة أي أنه مثلث، والركن في الزاوية الشمالية حيث لا يستقبله الإنسان


(١) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (١٧/ ٢٩٦)

<<  <   >  >>