للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ» (١).

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: [وذكر من حقوق الطريق كف الأذى (٢)، وهي كلمة جامعة تتضمن: الأذى القولي: بأن يتكلموا على الإنسان إذ مرّ، أو يتحدثوا فيه بعد ذلك بالغيبة ونحوها.

والأذى الفعلي: بأن يضايقوه في الطريق بحيث يملؤون الطريق حتى يؤذوا المارة، ولا يحصل المرور إلا بتعب ومشقة] (٣).

ثانيًا: تقديم صلاة الفريضة على صلاة الجنازة لمن فاتتهم الصلاة الأولى مع أن هناك سعة في الوقت.

وقد سبق في السؤال رقم (٤٢) بيان ذلك.

ثالثًا: الكلام الزائد، والضحك، ورفع الصوت وربما البيع داخل المقبرة.

يكثر من بعض الناس عدم التهيب والاستشعار لموقف الدفن وحضور الجنازة، وقد شاهدت بعض الناس في المقبرة حال الدفن


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣/ ١٧٩، وحسن إسناده الهيثمي في المجمع ١/ ٢٠٤، والألباني في الجامع الصغير برقم (١٠٨٦٧).
(٢) يريد حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ»، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟، قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَر» أخرجه البخاري في صحيحه ٣/ ١٣٢.
(٣) ينظر: شرح رياض الصالحين ٢/ ٤٤٣.

<<  <   >  >>