للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: [والمبادرة بها أفضل، وتجوز بعد ثلاث من موت الميت لعدم الدليل على التحديد] (١).

وقال ابن عثيمين -رحمه الله-: [وقت التعزية من حين ما يموت الميت أو تحصل المصيبة إذا كانت التعزية بغير الموت إلى أن تنسى المصيبة وتزول عن نفس المصاب؛ لأن المقصود بالتعزية ليست تهنئة أو تحية، إنما المقصود بها تقوية المصاب على تحمل هذه المصيبة واحتساب الأجر] (٢).

[س ٨: ما معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه"؟]

قال ابن عثيمين: معناه أن الميت إذا بكى أهله عليه فإنه يعلم بذلك ويتألم، وليس المعنى أن الله يعاقبه بذلك لأن الله تعالى يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُواْ الصلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ} والعذاب لا يلزم أن يكون عقوبة ألم تر إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن السفر قطعة من العذاب" (٣) والسفر ليس بعقوبة، لكن يتأذى به الإنسان ويتعب، وهكذا الميت إذا بكى أهله عليه فإنه يتألم ويتعب من ذلك، وإن كان هذا ليس بعقوبة من الله عز وجل له، وهذا


(١) ينظر: أحكام الجنائز لسعيد علي القحطاني ص ٣٢٧.
(٢) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين ١٧/ ٣٤٠. وينظر: كتاب أحكام الجنائز لسعيد بن وهف القحطاني ص: ٣٢٧.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه برقم (١٨٠٤) ٣/ ٨، ومسلم في صحيحه برقم (١٩٢٧) ٣/ ١٥٢٦.

<<  <   >  >>