للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال مرعي الكرمي: (وسن حثو التراب عليه ثلاثا) (١).

وقال ابن عثيمين في صفة الحثي: لا يكون قاعدًا، بل يكون قائمًا لئلا ينسب إلى كونه مصابًا بهذه المصيبة كالجاثي على ركبتيه؛ لأن الإنسان إذا أتاه ما يفزعه أو أصيب بمصيبة حثا على ركبتيه، فهذه العادة لكن هذا يحثو وهو قائم ولا يجثو (٢).

[س ١٠٧: ما هي السنة لمن تبع الجنازة؟]

الجواب: السنة لمن تبع الجنازة؛ ألا يجلس حتى توضع من أعناق الرجال على الأرض، وأما الانصراف فإن المشروع لمتبعها ألا ينصرف حتى توضع في القبر ويفرغ من دفنها، وهذا كله على سبيل الاستحباب، لكن الأفضل ألا ينصرف التابع للجنازة إلا بعد الفراغ من الدفن حتى يستكمل الأجرين، أجر الصلاة، وأجر الإتباع، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَبِعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ، فَكَانَ مَعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا؛ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ» (٣).

[س ١٠٨: ما حكم الدعاء للميت عند الدفن بصوت مرتفع أو جماعي؟]

الجواب: الدعاء للميت برفع الصوت عند الدفن فإنه بدعة؛ لأن الرسول كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ» (٤)، ولو كان الدعاء بصوت


(١) دليل الطالب لنيل المطالب (ص: ٧١)
(٢) فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (٢/ ٦٠١)
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه ١/ ١٨. المجيب: ابن باز. ينظر: مجموع فتاويه ١٣/ ١٧٧.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه ٣/ ٢١٥، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٢٦، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (٣٢٢١)

<<  <   >  >>