للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن تيمية

: [إن المسلمين مجمعون على أن القبلة التي يشرع للداعي استقبالها حين الدعاء هي القبلة التي شرع استقبالها حين الصلاة. انتهى] (١).

أما عند زيارة القبر للدعاء للميت والاستغفار له، كما يصنع الناس عند زيارة موتاهم في قبورهم، فلا حرج على من يستقبل القبر في دعائه حينئذ، فإنه لم يفعل ذلك تقصدًا لبركة ذلك القبر أو تعظيمًا لجهته، إنما ليكون أقرب في مكانه من الميت، وأقرب في دعائه منه (٢).

[س ١٤٨: أين يقف الذي يسلم على القبر؟ وهل يرفع يديه عند الدعاء للميت وهو واقف على قبره؟ وهل هناك دعاء وارد عند السلام على الميت؟ وهل له أن يدعو لنفسه عند القبر؟]

الجواب: الذي يسلم على المدفون في القبر ينبغي كما قال أهل العلم أن يستقبل وجه الميت كما لو حياه وهو حي.

وأما الدعاء فيستقبل فيه القبلة، ويرفع يديه عند الدعاء، فرفع اليدين عند الدعاء معروف، وفيه أحاديث متواترة تواترًا معنويًا، ومنها هذا الموضع، فيرفع يديه ويطيل الدعاء للميت، ويمحض له الدعاء، ويخلص له، وهذا مما ينفع به أخاه، وهو من فوائد زيارة القبور: فيتذكر الآخرة ويتعظ ويعتبر، وينفع أخاه المسلم بالدعاء.


(١) نقض التأسيس ٢/ ٤٥٢.
(٢) موقع الإسلام سؤال والجواب ٥/ ٤٦٥٧.

<<  <   >  >>