(٢) قد يشكل هذا مع الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ٢/ ٦٧٢، فعن جابر بن سمرة قال: (أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل قتل نفسه بمشاقص، فلم يصل عليه)، أجاب النووي على هذا الإشكال في شرح لمسلم ٧/ ٤٧، بقوله: [الحديث دليل لمن يقول لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي. وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء يصلى عليه. وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل عليه بنفسه زجرًا للناس عن مثل فعله، وصلت عليه الصحابة، وهذا كما ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في أول الأمر على من عليه دين زجرًا لهم عن التساهل في الاستدانة، وعن إهمال وفائه، وأمر أصحابه بالصلاة عليه. فقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» قال القاضي: مذهب العلماء كافة الصلاة على كل مسلم، ومحدود، ومرجوم، وقاتل نفسه وولد الزنى … ]. (٣) فتاوى اللجنة الدائمة ٨/ ٣٦٠. (٤) سورة التغابن آية ١٦.