للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[س ٤٧: ما حكم السفر لحضور الصلاة على الجنازة وتعزية أهل الميت؟]

الجواب: إذا كانت هذه الجنازة ممن له حق عام أو خاص فلا بأس أن يسافر الإنسان له، وليس هذا من باب شد الرحال إلى القبور، وكذلك في التعزية، لكن السفر إلى التعزية سوف يستلزم اجتماع أهل الميت في البيت، واستقبالهم للناس، وهذا من البدع، حتى إن جرير بن عبد الله البجلي

قال: «كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصُنِع الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ» (١)، والناس الآن في بعض المناطق يفعلون أعظم من هذا، يجتمعون ويصفون الكراسي ويضيئون الأنوار، وإذا مررت ببيتهم كأنما مررت ببيت عرس، وهذا لا شك أنه من البدع، والميت لا ينتفع بذلك، وهم لا ينتفعون أيضًا؛ لأنهم يزدادون بذلك إضاعة للوقت، وإضاعة للمال، ومخالفة لهدي السلف، فلهذا نحن ننصح إخواننا المسلمين أن نقول لهم: دعوا هذه العادات، فإن شيئًا لم يفعله السلف لا خير فيه (٢).

[س ٤٨: ما حكم تأخير الصلاة على الجنازة حتى يحضر أقارب الميت؟]

تأخير تجهيز الميت والصلاة عليه خلاف السنة، خلاف ما أمر به النبي


(١) أخرج أحمد في مسنده ١١/ ٥٠٥، وابن ماجه في سننه ١/ ٥١٤، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه برقم (١٦١٢).
قال القرطبي في التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ص ٣٣٦: [الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام والمبيت عندهم كل ذلك من فعل الجاهلية].
(٢) ينظر: لقاء الباب المفتوح ١١٢/ ١٨.

<<  <   >  >>