للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المناوي: [قال الآجري: يسن الوقوف بعد الدفن قليلاً والدعاء للميت مستقبل وجهه بالثبات] (١).

وقال ابن عثيمين - رحمه الله -: [باب الوقوف بعد دفن الميت والدعاء له والاستغفار له].

وذلك أن الميت إذا دفن فإنه يأتيه ملكان يسألان عن ربه، ودينه، ونبيه، فكان النبي

إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه يعني عنده، وقال «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» (٢)، فيسن للإنسان إذا فرغ الناس من دفن الميت أن يقف عنده ويقول: اللهم اغفر له ثلاث مرات اللهم ثبته ثلاثًا؛ لأن النبي (كان غالب أحيانه إذا دعا دعا ثلاثًا ثم ينصرف)] (٣).

سادسا: يقع من بعض من يشهد دفن الجنازة، وخاصة الذين يتولون الدفن ومن حولهم- يقع من بعضهم - لغط ومزادة في الكلام، حيث يريد كل أن يفرض رأيه وأن يعمل ما يظنه هو الصواب، وربما أفضى ذلك إلى الخصومة، وخاصة إذا تكلم من لا علم عنده بكيفية الدفن وإنزال الميت في قبره. وهذا الذي تقدم لا ريب أنه خطأ فاحش، فمثل ذلك الموقف المفترض أن تخيم عليه السكينة والخشوع، مع الاعتبار والدعاء للميت.


(١) ينظر: فيض القدير ٥/ ١٥١.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه ٥/ ١٢٧، والبيهقي في الكبرى ٤/ ٩٣، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٢٦. وصححه الألباني في المشكاة ١/ ٤٨.
(٣) ينظر: شرح رياض الصالحين ٤/ ٥٦١.

<<  <   >  >>