للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشدُّ منه) (١) قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما رأيت منظراً قطُّ إلا والقبرُ أفظعُ منه) (٢).

والقبر أقرب شيء للإنسان، وشدته أمارة للشدائد كلها، وهو أشد وأشنع المناظر في الدنيا

٣ - قصر الأمل والاستعداد للموت بالأعمال الصالحة، قال الله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ارتحلت الدنيا مدبرةً، وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكل واحدةٍ منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل (٣).

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خطَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطّاً مربعاً، وخطَّ خطّاً في الوسط خارجاً منه، وخطَّ خُطَطاً صغاراً إلى الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان وهذا أجَلُهُ محيطٌ به أو


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه برقم (٤٢٦٧) ٥/ ٣٣٤، والحاكم في المستدرك برقم (١٣١٧) ١/ ٥٢٦، والبيهقي في السنن الكبرى برقم (٧٠٦٤) ٤/ ٩٢. وحسنه الألباني في الجامع الصغير ١/ ٢٥٦٤.
(٢) أخرجه أحمد في المسند برقم (٤٢٥) ١/ ٥٠٣، والترمذي في جامعه برقم (٢٣٠٨) ٤/ ٥٥٣، وابن ماجه في سننه برقم (٤٢٦٧) ٥/ ٣٣٤. وحسنه الألباني في الجامع الصغير ١/ ١٠٥٦٠.
(٣) ذكره البخاري في صحيحه في باب الأمل وطوله ٨/ ٨٩.

<<  <   >  >>