للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن رجب: قال يعقوب بن شيبة: هشام مع تثبته ربما جاء عنه بعض الاختلاف، وذلك فيما حدث بالعراق خاصة، ولا يكاد يكون الاختلاف عنه فيما يفحش، يسند الحديث أحيانًا ويرسله أحيانًا، لا أنه يقلب إسناده كأنه على ما يذكر من حفظه يقول: عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا أتقنه أسنده، وإذا هابه أرسله.

قال ابن رجب: وهذا فيما نرى أن كتبه لم تكن معه في العراق فيرجع إليها، والله أعلم (١).

قال مغلطاي: قال الآجري عن أبي داود: لما حدّث هشام بن عروة بحديث أم زرع هجره أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن وقال: لم يُحدّث عروة بهذا، إنما كان يُحدثنا بهذا يقطع السفر (٢).

قال الذهبي: هشام بن عروة أحد الأعلام، حجة إمام، لكن في الكبر تناقص حفظه، ولم يختلط أبدًا، ولا عبرة بما قاله أبو الحسن بن القطان من أنه وسهيل بن أبي صالح اختلطا وتغيرا.

نعم الرجل تغير قليلًا ولم يبق حفظه كهو في حال الشيبة، فنسى بعض محفوظه أو وهم، فكان ماذا! أهو معصوم من النسيان!

ولما قدم العراق في آخر عمره حدّث بجملة كثيرة من العلم في غضون ذلك يسير أحاديث لم يجودها، ومثل هذا يقع لمالك ولشعبة ولوكيع


(١) "شرح علل الترمذي": [٢/ ٧٦٩].
(٢) "إكمال تهذيب الكمال": [١٢/ ١٥٠].

<<  <   >  >>