للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «إنّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء» (١).

وعن عبد الله بن شدّاد بن الهاد، قال: سمعت نشيج عمر بن

الخطّاب وأنا في آخر الصّفوف في صلاة الصّبح، يقرأ من سورة يوسف، يقول: إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف: ٨٦] (٢).

فهذا حال إمامي الأمّة بعد نبيّها صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهما، وذلك واقع في صلاة وفي غيرها، وهو أمر يجلبه الخشوع للقرآن، لا يملك الخاشعون ردّه وهم يتلون آيات الله أو تتلى عليهم، ولذا سيق ذلك عنهم مساق المدح.


(١) جزء من حديث صحيح. أخرجه البخاريّ (رقم: ٦٥٠) من طريق الزّهريّ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به ضمن قصّة مرض النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وهو في «الصّحيحين» بمعناه من حديث عائشة نفسها.
(٢) أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٣٥٦٥) ويحيى بن معين في «تاريخه» (رقم: ٢٢١٣) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢٠٥٧) من طريق إسماعيل بن محمّد بن سعد، سمع عبد الله بن شدّاد، به.
قلت: علّقه البخاريّ في «صحيحه» (١/ ٢٥٢) بصيغة الجزم، وإسناده صحيح، وصحّح إسناده الحافظ ابن حجر في «تغليق التّعليق» (٢/ ٣٣٠).
تابع ابن الهاد عليه: علقمة بن وقّاص، قال: صلّيت خلف عمر بن الخطّاب، فقرأ سورة يوسف، فكان إذا أتى على ذكر يوسف سمعت نشيجه من وراء الصّفوف.
أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٣٥٦٦) وابن أبي الدّنيا في «الرّقّة والبكاء» (رقم:
٤١٧) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢٠٥٨) من طريق ابن جريج، قال: حدّثنا ابن أبي مليكة، عن علقمة، به. وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>