للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بشيء من نعمة ربّنا نكذّب (١).

وعند قوله: أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ ٥٩ [الواقعة: ٥٩]، وقوله: أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ٦٤ [الواقعة: ٦٤]، وقوله:

أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ٦٩ [الواقعة: ٦٩]، وقوله:

أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ ٧٢ [الواقعة: ٧٢]، فيقول عند جميعها: بل أنت يا ربّ (٢).

ولا يجب أن تكون صيغة الجواب توقيفيّة، بل لك أن تجتهد فيه؛ فإنّ عموم الهدي النّبويّ في ذلك يجعل للمتدبّر السّعة في أن يستعمل من الصّيغ ما بدا له ممّا يتحقّق به المقصود، كذلك فهمه السّلف، كما قدّمته عن عمر وعائشة وابن عبّاس، وذلك في صلاة وفي غيرها، غير أنّي أنبّه على أن لا يشغل بذلك عن استماع التّلاوة إذا كان يستمع لغيره ولم يجد فسحة للجواب أو السّؤال أو التّسبيح.

٧ - وممّا يعين التّالي على التّدبّر: أن يجتنب ما يقطع تلاوته ممّا لا يتّصل بها، ككلام الآدميّين، إلّا ما لزمه بأمر الشّرع، كردّ سلام أو تشميت عاطس، أو شبه ذلك، أو دعت إليه حاجة واقتضته مصلحة.

عن عبد الله بن عون، قال: كان ابن سيرين يكره أن يقرأ الرّجل القرآن


(١) فيه حديث مرفوع حسن، تقدّم ذكره في الهامش (ص: ٦٥).
(٢) روي في ذلك أثر بإسناد ليّن عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، أخرجه البيهقيّ في «السّنن» (٢/ ٣١١).

<<  <   >  >>