للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلّا كما أنزل، يكره أن يقرأ ثمّ يتكلّم ثمّ يقرأ (١).

ولو تخلّل تلاوته ما لا يخرج عن موضوعها، كالّذي ذكرته في المسألة السّابقة من إجابة سؤال القرآن، أو تقديس الله تعالى، وشبه ذلك، أو تبيين فائدة لغيره من شرح

غريب أو ذكر سبب نزول، فالقطع لمثل ذلك حسن.

عن نافع مولى عبد الله بن عمر، قال: كان ابن عمر، رضي الله عنهما، إذا قرأ القرآن لم يتكلّم حتّى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة حتّى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت:

لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثمّ مضى (٢).

قال أبو عبيد الهرويّ: «إنّما رخّص ابن عمر في هذا؛ لأنّ الّذي تكلّم به من تأويل القرآن وسببه، ولو كان الكلام من أحاديث النّاس وأخبارهم كان عندي مكروها أن تقطع القراءة به» (٣).

٨ - أن يكفّ التّثاؤب إذا ورد؛ لما ثبت أنّ التّثاؤب من الشّيطان، وأنّ الله تعالى يكرهه.

فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:

«إنّ الله يحبّ العطاس، ويكره التّثاؤب، فإذا عطس أحدكم

وحمد الله


(١) أثر صحيح. أخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص: ١٩٠) بإسناد صحيح.
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو عبيد (ص: ١٩٠ - ١٩١) والبخاريّ (رقم: ٤٢٥٣) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢١٣٣) من طريق ابن عون، عن نافع، به.
(٣) فضائل القرآن (ص: ١٩١).

<<  <   >  >>