بقوله: هما مذكوران بالكذب، وليس كما زعم أبو محمد؛ لأنّ كثيرا ممن وثّقه أبو زكريا يحيى بن معين في رواية ابن أبي خيثمة، وفي رواية معاوية بن صالح عنه، وخرجه الحافظ أبو بكر بن خزيمة له حديثا في صحيحه، وكذلك الحاكم، وقال محمد بن عبد الله بن عمار: هو ثقة، وذكره البستي في الثقات، وخرّج له حديثا في صحيحه، وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ما أرى به بأسا، وقال أبو الحسن فيما نقله عنه أبو العرب: حجازي ثقة، ولم أر أحدا رماه بكذب، ولا شدد القول فيه، والّذي رمي به قول أبي عبد الرحمن في تمييزه، وذكره: هو ضعيف، وقال أبو زرعة: ليّن، وفي رواية عن ابن معين: ليس بشيء، وفي رواية: ليس بذاك القوي، وقال ابن جرير الطبري: هو عندهم لا يحتج بنقله، وحديث أنس ابن مالك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سدوا هذه الأبواب، فإني لا أحل المسجد. . . الحديث، وفيه: فقال بعض الناس: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر، فقال: إني رأيت على أبوابهم ظلمة، وعلى باب أبي بكر نورا، قال: فكانت الأخيرة أعظم عليهم من الأولى.
ذكره ابن عدي من حديث كاتب الليث، وهو منكر الحديث عنه، عن يحيى بن سعيد، عن أنس، وقد جاءت أحاديث تعارض هذه: منها: حديث عائشة: أن سعدا رمي في أكحله، فضرب له النبي - عليه السلام - خباء في المسجد ليعوده من قرب، وإن دمه سال من جرحه حتى دخل خباء القوم.
وحديثها عن وليدة كان لها في المسجد خباء، أو حفش وهما في الصحيح، وكذا حديث ابن عمر: كنت شابا عزبا، وكنت أبيت في المسجد في عهد النبي عليه السلام، وحديث عثمان بن أبي العاص: إنّ وفد ثقيف قدموا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزلهم المسجد حتى يكون أرق