النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثنا أبو طوالة، عن أبي سعيد، وجعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه.
وأما الورس فهو نبت يزرع باليمن زرعا، ولا يكون بغيرها، ولا يكون شيء منه بريًّا، ونباته مثل نبات السمسم، فإذا جف عِنْد إدراكه تفتقت سنابله، وهي خرائطه، وأمكنته فينتفض منه الورس، ويزرع سنة، فيجلس عشر سنين، أي يقيم في الأرض ينبت ويثمر، وأجوده حديثه، ويسمّى الباردة، وهي التي لم يعتق شجرها، والعتيقة منه: ما تقادم شجره قال الشاعر يصف القطا:
سماوية كدر كأن عيونها … يداس بها ورس حديث وكركم
فبين جودة حديثه، ومنه جنس يسمى الحبش، وفيه سواد، وهو آخر الورس، وللعرعرة ورس، ولا يكون إلا في عرعر جفت من ساقها، فتؤخذ بين لحائها وللصميم: ورس إذا فرك انفرك، ولا خير فيه، ولكنه يغش به الورس، وللرمث ورس، وذلك في آخر الصيف إذا. انتهى منتهاه اصفر صفرة شديدة حتى يصفر منه ما لابسه، فيقال: أورس الرمث فهو وارث، ولم يقولوا: ورس كما لم يقولوا: مورس، وكان المراد بوارس أنه ذو ورس كما قيل في ذي التمر تامر، وقد قيل: وريس كما قيل: وارس، قال الشاعر:
في مزبلات روحت صفرته … بنواضح يقطرن غير وريس
أي: غضة حديثة النبات، وإنما يورس إذا بلغ نهايته، وقال الأصمعي: أورس فهو وارس الشجر إذا أورق، وأثقل الموقع فهو ثاقل، ولم يعرف غيرهما، وزعم بعض الرواة أنه يقال: أورس فهو مورس، وهذا غير معروف إنّما هو قياس، وقال بعض الثقات: ورس فهو وارس، وقال أبو عبيدة: بلد عاشب، ولا يقولون الأعشب، وباقل الرمث، وقد أبقل، وأورس الرمث، وقد أورس فيقولون في النعت على فعل، وفي الفعل على أفعل، وهكذا تكلّمت به العرب قاله أبو حنيفة