للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عليه السلام - هبط صبيحة ليلة الإسراء عند الزوال، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ومواقيتها وهيئتها، ثنا ابن سفيان، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير، ثنا هدبة بن خالد، عن همام، عن قتادة، قال: فحدثنا الحسن أنه ذكر له: أنه لما كان عند صلاة الظهر نودي إنّ الصلاة جامعة ففزع الناس فاجتمعوا إلى نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى بهم الظهر أربع ركعات يؤم جبرائيل محمدا، ويؤم محمد الناس يقتدي محمد صلى الله عليه وسلم بجبريل، ويقتدي الناس بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يسمعهم فيهن قراءة، ثم سلّم جبريل على محمّد صلى الله عليه وسلم، وسلم محمد صلى الله عليه وسلم على النّاس، فلما سقطت الشّمس، نودي إنّ الصلاة جامعة، ففزع النّاس واجتمعوا إلى نبيّهم صلى الله عليه وسلم، فصلّى بهم العصر أربع ركعات لا يسمعهم فيهن قراءة، وهي أخفت، يؤم جبريل محمدا عليه السلام، ويؤم محمد صلى الله عليه وسلم الناس، يقتدي محمد صلى الله عليه وسلم بجبريل، ويقتدي النّاس بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم سلّم جبريل على محمد، وسلّم محمد صلى الله عليه وسلم على النّاس، فلما غابت الشمس نودي: الصلاة جامعة. . . الحديث، وقد تقدّمت الإشارة إليه، قال: ففي هذا أنّ جبريل لم يصل الصلوات الخمس بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا مرة واحدة، وهو وإن كان مرسلا، فإنه حديث حسن مهذب، وبه احتج من زعم: أن جبريل عليه السلام صلى في اليوم الذي يلي ليلة الإسراء مرة واحدة للصلوات كلها، على هذا ظاهر حديث مالك في ذلك، واحتجوا أيضا بما ذكره عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: قال نافع بن جبير وغيره: لما أصبح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الليلة التي أسري به فيها لم يرعه إلا جبريل بمنزله عليه السلام حين زاغت الشّمس، ولذلك سميت الأولى، فأمر، فصيح بأصحابه: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلى جبريل بالنبي عليه السلام

<<  <  ج: ص:  >  >>