للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن لهيعة.

وروى البخاري في صحيحه حديثا، قال فيه عن ابن فلان، ولم يُسَمِّه، فذكر أبو نعيم الحافظ والإِسماعيلي وصاحب الأطراف أنّه ابن لهيعة.

وفي الروض الأنف لأبي زيد - رحمه الله تعالى -: كان مالك يحسن القول فيه، ويقول إن الذي رَوى عنه حديث العربان في الموطأ عن الثقة عنده، عن عمرو بن شعيب ابن لهيعة، ويقال: بل الثقة ابن وهب حدّثه به عن ابن لهيعة.

وذكر الآجري، عن أبي داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من كان بمثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟! وحدّث عنه أحمد بحديث كثير.

وإنّما ذكرت هذا لأنّ البيهقي قال في كتاب السنن الكبير: أهل الحديث أجمعوا على ضعفه، وأي إجماع مع مخالفة هؤلاء؟! فتأمّله، والله أعلم.

وفي حديث الدونقي بضم الدال وبعد الساكنة نون بعدها قاف، نسبة إلى دونق، قرية من نهاوند - شيء ليس في الحديث الأول، على تقدير أن يكون من الأصل، أو كان من غيره، فلا ضير، والله أعلم.

وذلك أن عمرو بن علي، قال عن ابن لهيعة: احترقت كتبه؛ فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك والمقرئ أصح ممن كتب عنه بعد الاحتراق. وبنحوه قاله ابن سعد، وهذه ليست من حديث المقرئ، والله أعلم.

وخرجه الترمذي في العلل الكبير من حديث ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي قتادة: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبول مستقبل القبلة. وقال: حديث جابر عن أبي قتادة غير محفوظ، وفيه ردّ لما قاله أبو عيسى إثر حديث أبي أيوب: وفي الباب عن عبد الله بن الحارث، ومعقل، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وسهل بن حنيف. وكذا حديث أبي سعيد المتقدّم، وحديث عبد الله بن مسعود المذكور عند ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>