قريش أرسلوا إلى عبد الله بن عمر يسألونه عن الصلاة الوسطى، فقال له: هي التي على إثر الضحى، فقالوا له: ارجع فسله، فما زادنا إّلا عياء بها، فمر بهم عبد الرحمن بن أفلح مولى عبد الله بن عمر، فأرسلوه إليه أيضا، فقال: هي التي توجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة، وزاد في الأوسط من حديث الوليد، عن عبد الرحمن بن أفلح: أنّ نفرا من الصحابة أرسلوني إلى ابن عمر، فذكره، وقال: لا يروى عن ابن أفلح، عن ابن عمر إّلا بهذا الإِسناد، تفرد به موسى بن ربيعة الجمحي، وحديث أبي بن كعب المستنبط رفعه، وكذا الذي قبله ذكره ابن حزم، فقال: ثنا ابن بشار، ثنا عثمان بن عمر، ثنا أبو عامر، عن عبد الرحمن بن قيس، عن ابن أبي رافع، عن أبيه، وكان مولى لحفصة، قال: استكتبتني حفصة مصحفَا، وقالت: إذا أتيت على هذه الآية فأعلمني حتى أمليها عليك كما أقرأنيها صلى الله عليه وسلم، فلما أتيت على هذه الآية أتيتها، فقالت: اكتب: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر، فلقيت أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، فقلت: يا أبا المنذر إنّ حفصة قالت: كذا وكذا، قال: هو كما قالت: أو ليس أشغل ما يكون عند صلاة الظهر في نواضحنا وغنمنا، وبه قال أبو سعيد الخدري، وابن عمر على اختلاف عنهما فيما حكاه الطبري، وزيد بن ثابت في قول، قال ابن عبد البرّ: وهو أصح ما روي عنه في ذلك، وبنحوه ذكره ابن حزم، زاد ابن المنذر: وعائشة في