قول، وعبد الله بن شدّاد، وأسامة بن زيد، وعروة بن الزبير، ويروى عن أبي حنيفة أيضَا.
ومنهم من قال: هي صلاة المغرب، رواه أبو جعفر من حديث إسحاق بن أبي فروة، عن رجل، عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال: الصلاة الوسطى صلاة المغرب. ألا ترى أنها ليست بأقلها، ولا أكثرها، ولا تقصر في السفر، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤخرها عن وقتها، ولم يعجلها، قال أبو جعفر: وجه قوله إنه يريد التوسّط الذي هو يكون صفة للشيء الذي يكون عدلا بين الأمرين كالرجل المعتدل القامة، ومنهم من قال: هي صلاة الغداة، رواه النسائي من حديث جابر بن زيد، عن ابن عباس قال: أدلج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم عرّس، فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس، أو بعضها، فلم يصل حتى ارتفعت الشمس فصلى، وهي صلاة الوسطى، وفي حديث صالح أبي الخليل، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أنه قال: صلاة الوسطى صلاة الفجر، وعن أبي رجاء قال: صليت مع ابن عباس الغداة في مسجد البصرة فقنت بنا قبل الركوع، وقال: هذه الصلاة الوسطى قال الله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، وفي لفظ: صلى بنا ابن عباس الفجر، فلما فرغ قال: إن الله قال في كتابه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} فهذه الصلاة الوسطى، وبمثله رواه أبو العالية عنه، وطريق خلاس بن عمرو صحيحة ذكرها أبو جعفر، وعن أبي العالية أيضا بطريق صحيحة قال: صليت خلف عبد الله بن قيس بالبصرة زمن عمر صلاة الغداة، فقلت لرجل من الصحابة إلى جنبي ما الصلاة الوسطى، قال: هذه الصلاة، قال أبو جعفر: حدثت عن عمار بن الحسن، ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية، أنه صلى مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، فلما أن فرغوا قال لهم: أيتهن الصلاة الوسطى؟ قالوا التي صليتها قبل، ثنا ابن