للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبير من حديث صالح مولى التوءمة عنه، وحديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال أمتي بخير، أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم.

رواه أبو داود، كذا قاله المجد في أحكامه ويشبه أن يكون وهما؛ لأن أبا داود لم يرو حديث عقبة منفردا ولعله استنبطه من حديث أبي أيوب، وقوله: أما سمعت النبي عليه السلام، فقال: نعم، وقد تقدم، وحديث أم حبيبة بنت أبي سفيان بنحوه ذكره أبو علي الطوسي الحافظ (رحمه الله تعالى)، وهذه الأحاديث تدلّ على استحباب تعجيل صلاة المغرب، ولا خلاف بين العلماء في ذلك إلا ما حكي عن الشيعة، وهو شيء لا يلتفت إليه، ولا أصل له إلا ما لعله يكون مأخوذا من حديث معاذ المخرج عند ابن حبان أنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب، ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة.

ومن حديث أبي بصرة المذكور قبل من عند مسلم، وذكر العصر، ثم قال: ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد، والشاهد النجم، وهذان الحديثان يدلان على الجواز لا على الفضيلة، ولا خلاف في ذلك، وأما حديث عبد العزيز بن رفيع المذكور في مراسيل أبي داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجلوا بصلاة النهار في يوم الغيم وأخروا المغرب. فمراده، والله أعلم استبانة غيبوبة الشّمس حتى يتمكَّن الوقت لا نهايته، ولهذا قال البغوي: أصح الأقوال: أنّ لها وقتين، وآخر وقتها: إلى آخر غيبوبة الشّفق، ومذهب أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>