عن هؤلاء الحسن بن علي، ذكر ذلك أبو داود عنه، وبذلك يصح، فيكون الأذان تسع عشرة كلمة، وقد قيده بذلك في نفس الحديث وقيد الإقامة بسبع عشرة كلمة، وقد وقع في بعض روايات مسلم لهذا الحديث مربعا، وهي التي ينبغي أن تعد فيه صحيحة، ذكره البيهقي في كتابه. انتهى كلامه.
وفيه نظر، وذلك أنه يسقط منه هكذا رجل، وبيانه: هو أن أبا داود إنما رواه عن الحسن بن علي، عن عفان، وسعيد بن عامر، وحجاج، عن همام، عن عامر، وكذا رواه أبو عيسى - وسيأتي - ورواه ابن سعد في كتاب الطبقات، عن سعيد بن عامر، وعفان، عن همام بن يحيى، عن عامر - والله أعلم - ولهذا فإن أبا عمر حكى عن ابن السكن تفرد همام بروايته، ورواه أبو عيسى من حديث إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، قال: أخبرني أبي، وجدي جميعا عن أبي محذورة، وعن أبي موسى، عن عفان، عن همام، عن عامر، عن مكحول به مختصرا، وقال: حسن صحيح، وكذا قاله في العلل حين ذكره بكماله، ولفظ ابن خزيمة، وخرجه من حديث مكحول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا، فأعجبه صوت أبي محذورة، فعلمه الأذان، وعلمه الإقامة مثنى مثنى. وعن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك مؤذن المسجد الحرام قال: حدثني أبي، وجدي جميعا عن أبي محذورة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقعده فألقى عليه الأذان حرفا حرفا. قال بشر بن معاذ: قال لي إبراهيم: هو مثل أذاننا هذا. فقلت له: أعد علي قال أبو بكر بن خزيمة: عبد العزيز لم يسمع هذا الخبر من أبي محذورة، وإنما رواه عن ابن