للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثني النعمان بن راشد، عن عبد الملك، عن ابن محيريز، عن أبي محذورة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يؤذن لأهل مكة، وأن يدخل في أذانه في الغداة الصلاة خير من النوم. انتهى، وفي هذا أيضا رد لما تقدم من قول البيهقي في المعرفة: حديث أبي محذورة منقطع. ولما يفهم أيضا من قول أبي الشيخ في موضع آخر: إن الحرشي سأل ابن أبي محذورة، عن التثويب فقال كان في أذان بلال. وفي سنن الدارقطني بسند صحيح، حدثنا أحمد بن العباس، حدثنا عباد بن الوليد أبو بدر، ثنا الحماني، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا عبد العزيز بن رفيع، قال: سمعت أبا محذورة يقول: كنت غلاما صيتا، فأذنت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين الفجر، فلما بلغت حي على الفلاح، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألحق فيها: الصلاة خير من النوم. وقال ابن المنذر جاء الحديث، عن أبي محذورة أنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أذنت الصبح فقل: الصلاة خير من النوم. وأما قول الشيخ في المهذب: لم يحك أبو محذورة الترجيع. فمردود بما قدمناه - والله أعلم -.

وفي كتاب النسائي بسند صحيح: آخر أذان أبي محذورة لا إله إلا الله. ولما ذكره في الأوسط قال: لم يروه عن هشام إلا ابنه، تفرد به ابن راهويه. قال ابن عبد البر: والتثويب في أذان أبي محذورة محفوظ معروف مشهور عند العلماء، وذهب مالك، وأصحابه إلى أن التكبير في أول الأذان مرتين، قال: وقد روي ذلك من وجوه صحاح في أذان أبي محذورة، وفي أذان عبد الله بن زيد، والعمل عندهم بالمدينة على ذلك في آل سعد القرظ إلى زمانهم.

ويؤيده ما أسلفناه من عند الترمذي، وأبي داود، وروى أبو بكر بن الجهم المالكي

<<  <  ج: ص:  >  >>