من طريق عمار بن سعد القرظ، عن أبيه، أنه سمعه يقول: إن هذا الأذان أذان بلال، فذكره مثنى، قال: والإقامة واحدة واحدة، ويقول: قد قامت الصلاة واحدة.
وكذا حديث أبي أمامة بن سهل قال: سمعت معاوية يقول: إذا كبر المؤذن اثنين كبر اثنين، وإذا تشهد اثنين تشهد اثنين، ثم التفت فقال: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند الأذان. وسيأتي له مزيد بيان - إن شاء الله تعالى - قال ابن المنذر في الإشراف: لم يختلف مالك، والشافعي إلا في أول الأذان. وقال سفيان، وأصحاب الرأي: الأذان على حديث عبد الله بن زيد مربعا من غير ترجيع. وقالت طائفة: الاختلاف في هذا من جهة المباح. وقال أحمد بن حنبل: إن رجع فلا بأس، وإن لم يرجع فلا بأس. وكذلك قال إسحاق.
غريبه: قوله الله أكبر. ذكر ثعلب أن أهل العربية اختلفوا في معنى أكبر؛ فقال أهل اللغة: معناه كبير، وقالوا: أكبر بمعنى كبير. واحتجوا بقول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا … بيتا دعائمه أعز وأطول
.
أراد دعائمه عزيزة طويلة: واحتجوا بقول الآخر:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت … فتلك سبيل لست فيها بأوحد
.
أراد: لست فيها بواحد. واحتجوا بقول معن بن أوس:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل … على أينا تعدو المنية أول
.
أراد: وإني لوجل. واحتجوا بقول الأحوص:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل … حذر العدا وبه الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني … قسما إليك مع الصدود لأميل