على جواد الطريق، والصلاة عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاء الحاجة عليها، فإنها الملاعن.
هذا حديث معلل بأمرين:
الأول: ضعف عمرو بن أبي سلمة؛ فإنه ممن قال فيه أبو حاتم: لا يحتج به. وقال يحيى: ضعيف.
الثاني: انقطاع ما بين الحسن وجابر، فممن ذكر ذلك ابن المديني، وبهز، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والبزار.
وفي حديث الباب تصريح بسماعه منه لو كانت الطريق سالمة من عمرو، على أنه قد توبع على ذلك فيما ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه: هشام بن حسان يقول: عن الحسن، ثنا جابر بن عبد الله. وأنا أنكر هذا.
وروى شريك، عن أشعث، عن الحسن، سألت جابرا، قال أبو داود: لا يصح، ولو رأينا الحديث الذي في مسند أحمد أنه سمع لأذعنا له سمعا وطاعة، قال: حدّثنا يزيد يعني ابن هارون، أنا حميد الطويل، قال: حدثنا الحسن إحدى صلاتي العشاء، فأطال، فرأيت اضطراب لحيته، فلما انصرف قلت: أكنت تقرأ؟ فقال لي: عامته تسبيح ودعاء، ثم قال: ثنا جابر بن عبد الله قال: كنا ندعو قياما وقعودا، ونسبح ركوعا وسجودا. فهذا كما ترى سند كالشمس، فيه تصريح بسماعه، فلا مطعن في سماعه بعد هذا، وإذا ثبت هذا فقد وقع لنا هذا الحديث مختصرا بإسناد صحيح على شرط مسلم، ذكره المروروذي في مسنده، فقال: حدّثنا إسحاق الأزرق، عن هشام، عن الحسن، عن جابر قال: نُهي عن الصلاة على جواد الطريق والصحاري، فإذا قال: نُهي أو أمر كان محمولًا على