عن أنس يرفعه: يكره للمؤذن أن يكون إماما. ويعارضه حديث عبد الله بن الأرقم وقد ذكرنا من صححه وفيه زيادة ذكرها به الإمام أبو بكر جعفر ابن محمد بن الحسن الفريابي في كتاب الصلاة تأليفه: وكان يؤذن لأصحابه، ثم يؤم بهم ..... الحديث، وفي حديث ثوير عند أبي نعيم الفضل: كان ابن عمر مؤذننا وإمامنا وعن سويد بن غفلة: لو استطعت أن أكون مؤذن الحي لفعلت، وعن عمر مثله، وعن مصعب بن سعد: من السنة أن تكون إمام مؤذنا، فإن قال قائل: قد نرى ما ذكرت من الترغيب في الأذان، فهل بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن بنفسه قط، ليجتمع له بذلك الفضيلتان؟ قلنا: نعم، روى أبو عيسى الترمذي من حديث عمر بن الرماح قاضي بلخ عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة ثنا أبي قال ثنا أبي يعلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في سفر، وصلى بأصحابه وهم على رواحلهم، السماء من فوقهم، والبلة من أسفلهم، وقال: هذا حديث غريب، تفرد به ابن الرماح، وقد روى عنه غير واحد من أهل العلم، قال أبو الحسن بن القطان غائبا على أبي محمد سكوته: الغرابة لا تقضي له بصحة ولا ضعف ولا حسن، إذ الغرابة تكون في الأنواع الثلاثة، وهذا يرويه ابن الرماح، وهو ثقة عن عمرو، ولا تعرف حاله، وكذلك أبوه عثمان، وذكر الحافظ أبو بكر البيهقي أنه حديث ضعيف، وكذلك قال القاضي أبو بكر بن العربي انتهى كلامه، وفيه نظر، أما قول أبي الحسن: الغرابة تكون في الأنواع الثلاثة فغير صواب، إذ الحسن من شرط صفته ألا يكون غريبا وأن يروى نحوه من وجه آخر، ولا يورد قول الترمذي في كتابه: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، لأن الغرابة في ذاك بالنسبة إلى الرواة، لا إلى المتن.