الخلافيات من حديث أبي العميس قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد يحدث عن أبيه، عن جده: أنه رأى الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته فقال: علمهن بلالا،، ومحمد أبوه صحح حديثه ابن خزيمة، وكذا سماعه من أبيه فيما أسلفناه، وفي صحيح أبي عوانة الإسفرائيني من حديث عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة، عن مغيرة، عن الشعبي، عن عبد الله بن زيد، قال: سمعت أذان رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أذانه وإقامته مثنى مثنى، وأما ما ذكره البيهقي من أن عبد الله بن زيد استشهد يوم أحد، فالروايات عنه كلها واهية فغير صواب لأمرين:
الأول: تناقضه هو في هذا بقوله: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان أصح من هذا، يعني خبر محمد بن عبد الله بن زيد، قال: لأن محمدا سمع من أبيه، ومحمد لم يذكره في الصحابة أحد فيما علمت.
الثاني: قوله: إنه استشهد بأحد، واستدل على ذلك برواية إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز، عن عبيد الله بن عمر قال: دخلت ابنة عبد الله بن زيد بن عبد ربه على عمر بن عبد العزيز فقالت: أنا ابنة عبد الله بن زيد الذي رأى الأذان، وشهد بدرا، وقتل يوم أحد، فقال عمر:
تلك المكارم لا قعبان من لبن … شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
قال الحاكم: فهذه الرواية الصحيحة تصرح بأن أحدا من هؤلاء لم يلق عبد الله بن زيد انتهى كلام الحاكم، وفيه نظر من وجوه:
الأول: قوله: هذه الرواية الصحيحة، وليست كذلك؛ لانقطاع ما بين عبيد الله بن عمر، وعمر بن عبد العزيز؛ لكونه ليس في طبقة من يشافه عمر بالرواية، ولا رأيت من نص عليه.