حيث إن الطحاوي لما ذكره في شرحه صرح بقول سويد: سمعت بلالا يؤذن مثنى مثنى، ويقيم مثنى. وفي الأسرار لأبي زيد الدبوسي: رأيته يؤذن ببطحاء مكة، فعلى هذا يكون متصلا؛ لأنه دخل المدينة كبيرا مسلما، يوم دفن النبي صلى الله عليه وسلم، فبالضرورة سمع أذان بلال؛ لأن المشهور أن بلالا رحل إلى الشام في خلافة أبي بكر كما قدمناه، وقيل في أيام عمر، وأيا ما كان فقد سمع بلالا يؤذن بذلك يوم الوفاة، وقبل الاجتماع على أبي بكر حتى لا يقول قائل لعل أبا بكر، أو غيره أمره بذلك، وفي الخلافيات من حديث الحجاج بن أرطاة، عن حماد عن إبراهيم، عن ثوبان قال: كان يؤذن يعني بلالا مثنى مثنى، ويقيم مثنى مثنى، قال البيهقي: وهذا لا يثبت من أوجه:
أحدها: أن إبراهيم لم يلق ثوبان.
الثاني:.
الثالث: الحجاج ضعيف، وروى أبو جحيفة ما يعضده قال: أذن بلال للنبي صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى، وأقام مثل ذلك. ذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء، ورده بزياد البكائي فقط، وزياد لا يصلح أن يكون علة لحديث لا سيما وله فيه غير متابع، وموقوف علي بن أبي طالب أنه قال: الأذان مثنى مثنى، وإنه سمع مؤذنه يقيم مرة فقال: اجعلها مثنى. ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه، عن هشيم، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن الهجنع بن قيس عنه، وعن أبي هريرة قال: كان بلال إذا أراد أن يقيم،