فيه عمر، وبناه على بنيانه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إني أريد أن أزيد في قبلتنا ما زدت، فزاد ما بين المنبر إلى موضع المقصورة، ثم غيره عثمان، وزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى: جداره بالحجارة المنقوشة، والقصة، وجعل عمده حجارة منقوشة، وسقفه بالساج، وفي حديث مالك بن مغول، عن رجاء، قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز، أن يكسر مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وحجراته، وكان قد اشتراها من أهلها، وأرغبهم في ثمنها، وأن يدخلها في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء عمر، فقعد ناحية، وقعدت معه، ثم أمر بهدم الحجرات، فما رأيت، باكية ولا باكيا أكثر من يومئذ جزعا، حين كسرت، ثم بناه، فلما أراد أن يبني البيت على القبر، وكسر البيت الأول، الذي كان عليه فظهرت القبور الثلاثة، وكان الرمل الذي كان عليها قد انهار عنها، فأراد عمر يسويها، ثم يضعون البناء، قال رجاء: فقلت: إن قمت قام الناس معك، فوطئوا القبور، فلو أمرت رجلا أنْ يصلحها، ورجوت أن يأمرني بذلك، فقال: يا مزاحم، قم فأصلحها، قال رجاء: فأكرمه الله بها.
وفي حديث يزيد بن رومان قال معاوية: في منبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: فجعله ست درجات، وحوله عن مكانه، فكسفت الشمس يومئذ، قال أبو عبد الله: وقد أحرق المنبر الذي أحدثه معاوية، ورد منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكانه.
وفي حديث علي بن زيد عن أنس عند أبي نعيم الحافظ لما بنى النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد جعل سقفه جريدا، وكان إذا بسط يده لحقت السقف.
وفي كتاب الروض لأبي زيد: كان مربد التيمي في حجر معاذ بن عفراء، وعن الشفاء بنت عبد الرحمن قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمه جبريل إلى الكعبة، ويقيم له القبلة، وكانت من اللبن ويقال: بل من حجارة منضودة، بعضها على بعض، ثم إن المهدي بناه ووسعه، وزاد فيه، وذلك في سنة ستين ومائة، ثم زاد فيه المأمون